طعم السعادة بعد لوعة العذاب
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أشعر بالحزن والحيرة والشتات فلم أجد نفسي إلا على سريري مستلقية أفكر فيما أقلقني وشغل بالي...
كنت قد وجدت حلاً لمشكلتي وبعد فرحي بذلك الحل رنّ جرس الهاتف ليخبرني المتحدث أن الحل الذي اتخذته قد فشل!!
ماذا أفعل يا الهي ماذا أفعل؟؟
لماذا يتعامل الناس معي هكذا؟؟
هل يُعقل أن أتعب نفسياً وأتغير وأتلون بألوان الحزن والكآبة بسبب مكالمة هاتفيه؟
وفجأة سمعت صوت الحق يقول:"وهو الذي أضحك وأبكى" إلى آخر الآيات
دخلت الآية قلبي ومشت في عروقي وأيقظتني من ألمي فعلمت أن الناس آله يسخرهم الله ليكونوا سببا لسعادتي أو سببا لحزني..
يا الله الحمد لله أن رزقني سماع هذه الآية في ظروف كهذه
والآن هل سأستمر في طريقة تفكيري نفسها؟ أم سأغيرها بناء على الآية؟
هل سيتغير قلبي تجاه الأشخاص المسيئين بأعينهم؟ أم سأعلم أنهم مسخرون من الله فأعود إلى ربي بالاستغفار؟
هل سأنتقم لنفسي؟ أم أنني لا أغضب إلاّ لله فلا أنتصر لنفسي؟
ماذا ستفعلين أيتها النفس؟
كنت مضطرة للإجابة لأن نفسي كانت تلح علي بالسؤال حتى أني لم أستطع عمل أي شيء في ذلك اليوم لعدم تركيزي....
نفسي تلح علي .. ماذا ستعلين ؟؟؟ كيف ستتصرفين؟؟؟ أي السبيلين ستسلكين؟؟؟
نعم يا نفسي نعم... سأجيب ولن أتردد
سأخضع لأمر الله تعالى
إن بكيت اليوم فبسبب ذنوبي وليسمع الله صوتي ولن أحمل في قلبي على من سلطه الله علي وكان سببا لبكائي بل سأعـــــــــود إلى خالقي مستغفرة داعية منيبة
وغداً أيتها النفس سيضحكني ربي لأني التجأت إليه ووكلت أمري إليه
وبذلك أكسب راحة الدنيا والآخرة
لأن من وكّل أمره للمخلوق ارتاح في الدنيا راحة جزئية..... ومن وكلّ أمره إلى الله ارتاح في الدنيا والآخرة راحة تامة
آآآآآآه من لوعة القهر آآآآآه
لماذا لا تزالي مضطربة أيتها النفس؟؟
هل ضعفت ثقتك بربك؟؟
هل تخافين أن يخذلك؟؟
ممّ تخافين؟؟
من أطعمك وأنت في رحم أمك؟
من أنجاك من شر أشر الخلق إبليس حيث تحايل عليك بالشرك فلم تشركي؟
من أجابك في أشد المواقف صعوبة في حياتك؟
من يحميكِ ؟ من يضحككِ ؟ من يحيكِ ؟ من يميتكِ ؟
من يرزقك بشتى أنواع الرزق؟؟
الله.. الله.. أقول لكِ اللـــــــــــــــــــــــــه ؛؛ ثم تقلقي وتضطربي
انه مدبر الكون... وأنت واحدة في هذا الكون ومخلوقة من مخلوقاته فلن يضيعك وسيدبرك
قال وقوله الحق"ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
اهدئي يا نفسي واطمئني ولو كانت الأمور تسير خلاف ما تشائين فلحكمة ستعرفينها إن رضيت بقضاء الله وقدره لقول الرسول صلى الله عليه وسلم للمبتلين " فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط"
هيا يا نفسي ماذا تنتظرين؟ احمليني إلى سجادتي لأناجي خالقي الذي يحبني ويفرح بتوبتي فهناك أسكن وأهدأ
وهكذا هدأت نفسي وسكنت بعد أن أتعبتني بكثرة أسئلتها واضطرابها وقلقها ,,,,, والحمد لله رب العلمين